الرئيسية
مسلمات أوكرانيا بين الحجاب وفرص العمل
سامية عرادة
على الرغم من أن ارتداء الحجاب يشكل عقبة في طريق استمرار المسلمات المحليات في عملهن أو في طريق حصولهن على فرص عمل تناسب مؤهلاتهن العلمية، إلا أنهن تمسكن بالحجاب امتثالا منهن بالواجب الديني الذي فرضه الله عليهن، وحرصا على الالتزام بتعاليم الإسلام الذي اعتنقنه بكامل حريتهن، وإيمانا منهن بأن هذا الدين قد جعل للمرأة مكانه مرموقة .. وصانها وأكرمها وحفظها وأعطها كامل حقوقها
يواجه كثير من النساء المحجبات في أوكرانيا عددا من الصعوبات والمعوقات في الحصول على فرصة عمل رغم مؤهلاتهن العلمية والعملية. الرائد التقى عددا من النساء المحجبات حيث تحدثن عن بعض تجاربهن التي تراوحت بين الإخفاق والنجاح
داريا
في اليوم التالي من إسلامها ارتدت داريا إيكوروفنا الحجاب لتكمل دينها الذي اعتنقته بكامل قناعتها، ولكنها تحت ضغط من أهلها اضطرت لخلعه ومزاولة عملها في صالون التجميل .. لكن مازال هذا الأمر يؤرقها ويقلق راحتها حتى قررت ارتداءه من جديد حينما تخلصت إلى حد ما من قيود أهلها وملاحقتهم لها
اتجهت إلى العمل بالحجاب و كانت في تمام الاعتزاز والثقة بنفسها، حتى أنها عندما كانت تسأل عن سبب هذا الغطاء الذي تضعه على رأسها كما سموه، كانت جاهزة دائما للإجابة والإسهاب في الشرح والحديث عن الإسلام، بالرغم من أن ردة فعل من حولها كانت متفاوتة، فقليلا منهم من تقبلها وآمن بحريتها الشخصية، وغيرهم من أخبرها بأنها تبدو مضحكه ومثيرة للاشمئزاز، أما آخرون فرأوا ألا حق لها أصلا في تغيير دينها لأنها من أبوين مسيحيين .. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أن صاحبة المشغل الذي تعمل فيه حاولت إقناعها بالعدول عن ذلك تارة وتوبيخها تارة أخرى بذريعة أنها أصبحت مصدر شكوى وإزعاج للزبائن، حتى انتهى بها الأمر أن تركت العمل بعد أن خيرتها صاحبه الصالون بخلع الحجاب أو الطرد
اختارت داريا أن تبحث عن عمل آخر وما أسرع أن عوضها الله خيرا مما تركت، فعملت في مشغل أخر فضلت صاحبته ألا تكثر معها النقاش حول حجا! بها وأخبرتها بأن ما يهمها هو مهارتها وإتقانها لعملها .. اعتادت داريا على زميلاتها ولاقت منهن كل مودة واحترام،وحصلت على عائد مادي أفضل مما كانت تتقاضاه في عملها السابق وتمكنت أخيرا من إيجاد مكان مناسب تستطيع أن تؤدي فيه صلاتها
أكسانا
أما أكسانا فارتدت الحجاب بعد عام كامل من اعتناقها الإسلام وكان آخر أيام شهر رمضان المبارك عندما ذهبت إلى عملها لأول مره بالزي الإسلامي، كانت في غاية القلق والاضطراب من ردة فعل من حولها حتى أنها ترددت كثيرا واعتقدت للحظات أنها تعجلت في ارتدائه وكان عليها أن تتريث قليلا قبل اتخاذ خطوة كتلك .. ولكن ما أسرع أن تداركت نفسها وأخرجت مصحفها لتقرأ فيه .. فكانت أول ما قرأت قصة نوح عليه السلام عندما سخر منه قومه مع أنه على الحق فزادت تلك الآيات من عزيمتها
زميلتها في الم! حل المجاور والتي اعتادت أن تراها بغير حجاب كانت على علم بأن أوكسانا مسلمه ومتزوجة من مسلم وعندما رأتها بالحجاب لأول مرة أخبرتها فورا بأنها تبدو جميله في مظهرها الجديد وأن عليها أن تكون واثقة من نفسها ومقتنعة بكل ما تفعل .. أما مسئولها في العمل فلم يبدي أي استياء وتعامل معها بكل احترام بعد أن اكتفى بطرح سؤال واحد. أوكسانا !! ماهذا؟؟ هذا حجاب. ولماذا؟ لأني مسلمة
صاحبة المؤسسة الخدمية التي تعمل فيها أوكسانا وبالرغم من كونها متعصبة لدينها إلا أنها لم تعر الأمر اهتماما يذكر، بل وتقديرا لظروفها وسفرها مع زوجها، سمحت لها بتمديد عطلتها السنوية شهرا بدلا من أسبوعين
أكسانا تقول أن الله ألهمها إلى الطريق الصحيح وأرسل لها من يساعدها ويقف إلى جانبها، فعندما تم نقل مكان عملها كان متخوفة من عدم وجود مكان للصلاة، لكن زميلاتها في العمل هيأن لها مكانا مناسبا حتى أنهن أصبحن يذكرنها أحيانا بمواعيد الصلاة!
تتيانا
تتيانا فلاديمرفنا ارتدت الحجاب في اليوم الأول من إسلامها وعندما قررت البحث عن العمل لم يخطر في بالها ولو للحظه أن تتخلى عنه ..
في شركة الطيران "كي آفيا" وجدت تتيانا العمل الذي حلمت به، ووافق المسئول سريعا على تعينها بغض النظر عن حجابها، ونزولا عند رغبتها خصص لها زيا ساترا يتوافق مع الزى الموحد لجميع العاملات، استمر هذا الحال لسنه كاملة كانت تتيانا قد كونت علاقات مودة وصداقة مع الزبائن وزميلاتها في العمل إلى أن حضرت زوجة رئيس الشركة في زيارة، وعندما رأت تتيانا نظرت إليها مطولا وبدا أن منظر الحجاب لم يرق لها، وفي اليوم التالي طلب من تتيانا وضع مكتبها خلف الباب حتى لا تكون في مقابل كل من يدخل من! الزبائن بحجة أنها تخيفهم، ولكن ذلك أيضا لم يرضي زوجة الرئيس فقررت إرسالها إلى قسم أخر حيث تستقبل مكالمات الزبائن فقط دون أن تراهم ..
زملاءها في العمل لم يعجبهم قرار نقل تتيانا فعزموا على جمع التواقيع وإرسالها إلى المدير ثم رفع دعوى ضد زوجة رئيس الشركة، لكن تتيانا منعتهم من فعل ذلك تجنبا للوقوع في المشاكل
سامية عرادة
على الرغم من أن ارتداء الحجاب يشكل عقبة في طريق استمرار المسلمات المحليات في عملهن أو في طريق حصولهن على فرص عمل تناسب مؤهلاتهن العلمية، إلا أنهن تمسكن بالحجاب امتثالا منهن بالواجب الديني الذي فرضه الله عليهن، وحرصا على الالتزام بتعاليم الإسلام الذي اعتنقنه بكامل حريتهن، وإيمانا منهن بأن هذا الدين قد جعل للمرأة مكانه مرموقة .. وصانها وأكرمها وحفظها وأعطها كامل حقوقها
يواجه كثير من النساء المحجبات في أوكرانيا عددا من الصعوبات والمعوقات في الحصول على فرصة عمل رغم مؤهلاتهن العلمية والعملية. الرائد التقى عددا من النساء المحجبات حيث تحدثن عن بعض تجاربهن التي تراوحت بين الإخفاق والنجاح
داريا
في اليوم التالي من إسلامها ارتدت داريا إيكوروفنا الحجاب لتكمل دينها الذي اعتنقته بكامل قناعتها، ولكنها تحت ضغط من أهلها اضطرت لخلعه ومزاولة عملها في صالون التجميل .. لكن مازال هذا الأمر يؤرقها ويقلق راحتها حتى قررت ارتداءه من جديد حينما تخلصت إلى حد ما من قيود أهلها وملاحقتهم لها
اتجهت إلى العمل بالحجاب و كانت في تمام الاعتزاز والثقة بنفسها، حتى أنها عندما كانت تسأل عن سبب هذا الغطاء الذي تضعه على رأسها كما سموه، كانت جاهزة دائما للإجابة والإسهاب في الشرح والحديث عن الإسلام، بالرغم من أن ردة فعل من حولها كانت متفاوتة، فقليلا منهم من تقبلها وآمن بحريتها الشخصية، وغيرهم من أخبرها بأنها تبدو مضحكه ومثيرة للاشمئزاز، أما آخرون فرأوا ألا حق لها أصلا في تغيير دينها لأنها من أبوين مسيحيين .. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أن صاحبة المشغل الذي تعمل فيه حاولت إقناعها بالعدول عن ذلك تارة وتوبيخها تارة أخرى بذريعة أنها أصبحت مصدر شكوى وإزعاج للزبائن، حتى انتهى بها الأمر أن تركت العمل بعد أن خيرتها صاحبه الصالون بخلع الحجاب أو الطرد
اختارت داريا أن تبحث عن عمل آخر وما أسرع أن عوضها الله خيرا مما تركت، فعملت في مشغل أخر فضلت صاحبته ألا تكثر معها النقاش حول حجا! بها وأخبرتها بأن ما يهمها هو مهارتها وإتقانها لعملها .. اعتادت داريا على زميلاتها ولاقت منهن كل مودة واحترام،وحصلت على عائد مادي أفضل مما كانت تتقاضاه في عملها السابق وتمكنت أخيرا من إيجاد مكان مناسب تستطيع أن تؤدي فيه صلاتها
أكسانا
أما أكسانا فارتدت الحجاب بعد عام كامل من اعتناقها الإسلام وكان آخر أيام شهر رمضان المبارك عندما ذهبت إلى عملها لأول مره بالزي الإسلامي، كانت في غاية القلق والاضطراب من ردة فعل من حولها حتى أنها ترددت كثيرا واعتقدت للحظات أنها تعجلت في ارتدائه وكان عليها أن تتريث قليلا قبل اتخاذ خطوة كتلك .. ولكن ما أسرع أن تداركت نفسها وأخرجت مصحفها لتقرأ فيه .. فكانت أول ما قرأت قصة نوح عليه السلام عندما سخر منه قومه مع أنه على الحق فزادت تلك الآيات من عزيمتها
زميلتها في الم! حل المجاور والتي اعتادت أن تراها بغير حجاب كانت على علم بأن أوكسانا مسلمه ومتزوجة من مسلم وعندما رأتها بالحجاب لأول مرة أخبرتها فورا بأنها تبدو جميله في مظهرها الجديد وأن عليها أن تكون واثقة من نفسها ومقتنعة بكل ما تفعل .. أما مسئولها في العمل فلم يبدي أي استياء وتعامل معها بكل احترام بعد أن اكتفى بطرح سؤال واحد. أوكسانا !! ماهذا؟؟ هذا حجاب. ولماذا؟ لأني مسلمة
صاحبة المؤسسة الخدمية التي تعمل فيها أوكسانا وبالرغم من كونها متعصبة لدينها إلا أنها لم تعر الأمر اهتماما يذكر، بل وتقديرا لظروفها وسفرها مع زوجها، سمحت لها بتمديد عطلتها السنوية شهرا بدلا من أسبوعين
أكسانا تقول أن الله ألهمها إلى الطريق الصحيح وأرسل لها من يساعدها ويقف إلى جانبها، فعندما تم نقل مكان عملها كان متخوفة من عدم وجود مكان للصلاة، لكن زميلاتها في العمل هيأن لها مكانا مناسبا حتى أنهن أصبحن يذكرنها أحيانا بمواعيد الصلاة!
تتيانا
تتيانا فلاديمرفنا ارتدت الحجاب في اليوم الأول من إسلامها وعندما قررت البحث عن العمل لم يخطر في بالها ولو للحظه أن تتخلى عنه ..
في شركة الطيران "كي آفيا" وجدت تتيانا العمل الذي حلمت به، ووافق المسئول سريعا على تعينها بغض النظر عن حجابها، ونزولا عند رغبتها خصص لها زيا ساترا يتوافق مع الزى الموحد لجميع العاملات، استمر هذا الحال لسنه كاملة كانت تتيانا قد كونت علاقات مودة وصداقة مع الزبائن وزميلاتها في العمل إلى أن حضرت زوجة رئيس الشركة في زيارة، وعندما رأت تتيانا نظرت إليها مطولا وبدا أن منظر الحجاب لم يرق لها، وفي اليوم التالي طلب من تتيانا وضع مكتبها خلف الباب حتى لا تكون في مقابل كل من يدخل من! الزبائن بحجة أنها تخيفهم، ولكن ذلك أيضا لم يرضي زوجة الرئيس فقررت إرسالها إلى قسم أخر حيث تستقبل مكالمات الزبائن فقط دون أن تراهم ..
زملاءها في العمل لم يعجبهم قرار نقل تتيانا فعزموا على جمع التواقيع وإرسالها إلى المدير ثم رفع دعوى ضد زوجة رئيس الشركة، لكن تتيانا منعتهم من فعل ذلك تجنبا للوقوع في المشاكل
